البطاقة الشخصيّة

صورتي
Galka'yo, Puntland, Somalia
من أرض فيها الدم رخيص الحقد فيها متأصل والدمع شاهد أعمى ولكني أعشقها ...
Powered By Blogger

بحث هذه المدونة الإلكترونية

قائمة المدونات الإلكترونية

2 نوفمبر 2010

يوميات حمر ( مقديشو) _3

حين استيقظت من النّوم رأيت طفلاً بنظر إلي بفضول فابتسمت له

وقلت لنفسي ليس إلا واحداً من العشيرة_ العيلة! وصدق ظني... كان

أخي الصغير إسماعيل من زوجة الوالد رقم 3... وبدأت مرحلة التّعرف

على الإخوة والأخوات ووجدت صعوبة في التمييز بين موسى وهارون

وهما من زوجة أبي رقم 4 .... وبقيت تلك مشكلتي حتى غادرت البلاد

أي لمدة 4 سنوات !!!

وفي تلك الليلة ... تشاركت الغرفة مع أختي خديجة التي لم تكن تسهر على

عكسي تماماً... وحاولت البقاء ساهرة لأسجل الحدث المهم... نحن في مقديشو!!!!

وخرجت لأعد الشاي لنفسي... المطبخ يقع في بهو البيت والغرف في الدّاخل

ولا فرن غاز للطبخ بل ( البرجكة) وبحرص شديد أستخرجت الجمرة التي دفنتها المرأة

التي كانت في استقبالنا تحت الرّماد الساخن ووضعت بعض قطع الفحم ونجحت في إعداد

الشاي ... لكن ... لم يكن الطعم كما توقعت... وعرفت السبب لاحقاً... لأن الماء مالح...

وغير صالح للشرب!!!

لم أشرب الشاي وحاولت إرغام نفسي على النّوم لأني كنت خائفة من الأصوات الليلية

وحسبتها أصوات لصوص أو حيوانات مفترسة... ربما لأن آخر ما في خَلَدي أن أيامنا

الأخيرة في مقديشو كانت مليئة بالرعب... وأستطيع أن أسمع في رأسي الآن أصوات

استغاثة بنات جيراننا البرونيات يغتصبن من قبل العصابات .. وأرى الغوغائين

ينهبون البيوت جهاراً وفي رابعة النهار... بل ويغنون !!! اختلطت الكوابيس القديمة

عندي بأصوات الحشرات وراديو الجيران وهمهمات البيوت المجاورة لنا وكأنّه

لا فاصل بيننا!

وفجأة انقطعت الكهرباء واحتجت إلى الحمّام... حملت الفانوس وعلى باب الحمام رأيت عدّوتي اللدود

الصرصور!! نعم صرصور بحجم عائلي... حاولت تماسك أعصابي وقلت لنفسي... لا داعي لإزعاج

الماما... وتقدمت بجسارة وقلت ( هش هش ) وبدل من أن تهرب بعيداً تحركت نحوي... تراجعت خطوة

وأنا ما أزال أردد: هش هش ... وهي تتقدم نحوي وفجأة سقطت ووقع الفانوس وصرخت بأعلى

صوتي ( مامي مامي) خرج أبي مسرعاً وسألني : ما بك؟

أجبته: الصرصور فشكلني يا بابا!

حبس ضحكة وقضى على الشريرة ...  وسمعنا صوتاً من غرفة شقيقتي الصغيرتين زينب وصفية

طرق الوالد الباب ثم دخل فقالت إحداهما: الحرامي أخد سمية (هههههه)

والثانية تقول: تشهدي أحسن ما يأخدنا نحنا كمان ...

لا إله إلا الله محمد رسول الله!!!

ضحك أبي وقال: الصرصورة هي السبب وليس الحرامي....

كانت ليلة غربية ولكنها انتهت ....

ألقاكم في الجزء الرابع....