عزيزي الصومالي ...
يا من ينتمي إلى بلد يسمّى الصومال ... دعني أعزّيك... فقد فجعت بواحدة من أكبر المصائب... موت الوطن!
لقد ابتليت بأنّك تحمل في داخلك عقداً وأمراضاً وتنافضات يعجز الإنسان الطبيعي عن الاحتفاظ بها في داخله
رافضاً بشكل قاطع وحتميّ البحث عن حلّ بديل... رامياً عرض الحائط جميع المساعي الحميدة لمعالجتك منها!
أخي الصومالي...
أولى مصائبك إنكار أصلك... إنكار هويتك... والاصرار على التّعامل مع من حولك تبعاً لما تتنكّر له ظاهريّاً..
فأنت تنكر بداوتك ولا تدري من المدنيّة شيئاً سوى الضحك على من يأتي من البادية مثلك... والفرق أنّك أتيت
قبله ببضع سنوات... وتنكر قبيلتك الكريمة ... تعيب على غيرك ذكره اسم قبيلة... بينما تقتل باسمها وتنهب باسمها وتشحذ باسمها ... وتعطى ما قدّم باسم الصومال لأبناء قبيلتك... هل هذا دليل صحّة أم مرض؟
أخي الصومالي....
أنت مشهود لك بالذكاء والحذق... ألست متمسكاً بالحجاب وشديد الحرص على قتل النّفس التي حرّم الله إلا بالحق؟ لا تستنكر روح اللامسئولية عند الرّجل والقات والبطالة ... أو رفضه الانفاق على أسرته ... أو تركهم بلا حماية وتفاخر بالتعدد وكثرة النسل تبعاً لسنة الرّسول المصطفى وتقول: سيكبرون حتماً!!! أنت حقاً شخص بلا أيّ تناقض بل في منتهى العبقريّة والحنكة!!
أخي الصومالي...
أنت تثير عجبي... تنال شهادات علمية عليا... فتزداد غرابة ... تتزوج لمرات وتطلق دون أن تسأل عن السبب
وتقول... المرأة سبب التخلف والفشل... ولا تتعب نفسك ولا تطرح أي سؤال... وتعجز عن إدارة بيت!!
تسافر حول العالم... ترى ... تسمع... وقد تقرأ ... ثم ترى أنّ البقاء بلا حكومة أفضل من قيد القانون... أهو
الحنين إلى البادية؟ وقانون الغاب؟
أخيراً عزيزي المواطن الصومالي...
عش حرّاً من كلّ قانون... لا تدع للسلطة المنطق والعقل مجالاً ... فأنت أرفع من العيش في فضاء واضح لكلّ شيء مساره ولكلّ خرق للقانون عقوبة وجزاء... !!
مع خالص التّعجب والدّهشة
سمية
