البطاقة الشخصيّة

صورتي
Galka'yo, Puntland, Somalia
من أرض فيها الدم رخيص الحقد فيها متأصل والدمع شاهد أعمى ولكني أعشقها ...
Powered By Blogger

بحث هذه المدونة الإلكترونية

قائمة المدونات الإلكترونية

26 أكتوبر 2010

يوميات حمر ( مقديشو)

صدر قرار مفاجئ من السّيد الوالد: الصومال وجهتنا .... 

الصومال؟ ما الصومال؟ كيف تبدو ؟ هل تبدو مثل ما نرى على شاشات التّلفاز؟ 

ومن دون تفاصيل .... وصلنا إلى البلد المخيف... طالما هددونا بالعودة إليه فكانت

العلاقة بيننا -أقصد بيننا وبين الصومال- متوترة تشوبها الشكوك... 

ونزلنا متوجسين في مكان ما قيل أنّه مطار... ويسمّى كم 50  في يوم الثلاثاء  التاسع

والعشرين من سبتمر 2002م!

لم يكن كم 50 سوى مهبط مثير للشفقة وأعتقد أن الطائرة هبطت بصعوبة بالغة

 لأنني لن أنسى صورة الدّخان أو الغبار _ لا أدري _ وهو يغطّي باب الطائرة

الجيبوتية التي كانت _حسبما أعتقد_ مخصصة لنقل المواشي بسبب رائحتها،

وحدث أن حُشرنا فيها كالأنعام _ أعزّكم الله! 

وعلى أرضية كم 50 احتشد مسلحون مشعثون وتعالت أصواتهم ولم أفهم شيئاً ...

 كنت أريد الوصول إلى الميني باص الخاص ليقلنا إلى حمر عدي_ سابقاً- 

بأي شكل. كلّ ما أردته هو الابتعاد عن أؤلئك المسلحين....

وفي الطريق سألت: أين مطار مقديشو؟ 

الأمر لم يكن بحاجة إلى جواب ... كان في أيدي عصابات المدينة ...

 كحال كلّ المرافق العامّة !!! حيث استباح بعض المجرمين في تلك

المدينة ممتلكات الصوماليين العامّة

وطوال الطريق كان أبي يشرح لنا أطلال ما كانت مبان نفخر بها كصومالين .... 

ولم أفهم كيف تتحوّل مباني جامعة لفولي إلى مخيمات للنازحين ...

 وكيف استبدلت الشبابيك إلى فراغات تسدّها الصفائح!!

استغرقت الرّحلة من كم 50 إلى البيت في حيّ هرواي حوالي ساعتين، توقفنا

خلالها عدّة مرات  ليبرز السائق لقطّاع الطرق رصيداً يثبت أنه دفع الأتاوات

 في رحلته إلى ما يسمى بمطار كم 50 !!

والحمد لله وصلنا إلى هناك في الظهر ... !!!

لتبدأ تجارب حياتيّة أقرب إلى الأفلام!!!