البطاقة الشخصيّة

صورتي
Galka'yo, Puntland, Somalia
من أرض فيها الدم رخيص الحقد فيها متأصل والدمع شاهد أعمى ولكني أعشقها ...
Powered By Blogger

بحث هذه المدونة الإلكترونية

قائمة المدونات الإلكترونية

10 نوفمبر 2010

يوميات حمر (مقديشو) 9

مسا الخير للقرّاء الأعزّاء 

اليوم سأحدّثكم عن قصّة طريفة جداً أو غريبة ربّما.... 

تنقسم الأحياء في مقديشو إلى مناطق نفوذ قبليّة... وكان بيتنا في حيّ هرواي

منطقة نفوذ هبر غدر... وكان النّاس يقولون أنّها من أرقى أحياء العاصمة من حيث 

البناء والمعمار وأنّ الحرامية يقصدونها ويسمونها ( دبي) هههههه 

كما أنّها من أكثر المناطق أمناً واستقراراً... وبما أنني كنت عديمة الخبرة وقتها 

صدّقتهم وكنت أخشى من مناطق شمال حمر... لأنّهم أخبرونا أنّ البنات في خطر 

ومامي لم تكن تسمح لي بالذّهاب إلى هناك من خوفها علينا.... 

وعموماً ذات مرة في 2005 قلت لنفسي ماذا يحصل لو ذهبت إلى هناك لزيارة 

صديقتي زينب أحمد في مانابوليو؟ 

طبعاً كانت مامي في سوريا وليس هناك من سيمنعني ... الفضول كان الحافز 

الأكبر ... أو لأنني أعشق أن ألمس ما أحرم منه... الممنوع مرغوب صحيح؟ 

المهم ... أخذت الميني باص من شارع اكس كنترول إلى فكح أو فغح ... إلى 

كتُبو حوور... في مانا بوليو..!!!

أتدرون ماذا اكتشفت؟ 

اكتشفت أنّ النّاس في تلك المنطقة لطفاء للغاية... والمباني القديمة تستحق 

التّأمل...والنّاس يعرفون بعضهم... وأنّها ليست كما قيل لي : الدّاخل فيها 

مفقود والخارج منها مولود... 

أذكر طعم البَجِيي ( الفلافل) الساخن الذي اشترته زينب من امرأة تبيعه في الليل

تخيّل؟ في الليل... وذهبت معها... أنا التي كنت أخاف من ليل حمر... ورغم 

السّمعة السيئة لأمن هذه الحارة التي لا أنساها....!!! 

في الثّامنة مساء والنسوة يبعن الفلافل وغيرها للنّاس ... الأمر الذي لم يحدث 

في ( دبي) حمر.... 

وأذكر طعم الحلوى الصومالية ( حلوى سُبَغ) من المحل القريب من بيت حبيبة قلبي 

زينب أحمد ... 

الفرق بين هرواي ومانابوليو كان شاسعاً... ولا يقارن أصلاً... ففي هرواي 

تنتشر الفيللات الحديثة وبينما الطرق رملية والأشجار الشوكية تنشر والمواشي 

هنا وهناك والوجوه غير ودودة.... !!!

أما مانا بوليو... فالبيوت قديمة والشوراع مزفتة والمحلات قريبة من البيوت 

والنّاس ودودة.....!!

أتدرون ما الدّرس الذي تعلمته؟ 

لا يكفي أن نحكم على ما لم نعرفه أو نختبره.... وليس من العدالة 

أن نحكم على شيء من مجرد السّماع عنه.....!!!

وإلى اللقاء في الجزء العاشر