البطاقة الشخصيّة

صورتي
Galka'yo, Puntland, Somalia
من أرض فيها الدم رخيص الحقد فيها متأصل والدمع شاهد أعمى ولكني أعشقها ...
Powered By Blogger

بحث هذه المدونة الإلكترونية

قائمة المدونات الإلكترونية

2 فبراير 2010

أسئلة برئية

1
حين أتأمل أكثر في المجتمع الصومالي أحاول أن أفهمه بعمق ولكني أصطدم غالباً بحواجز غير مرئية، وعلى ملامحي ترتسم إشارات استفهام كثيرة، وأحاول الكفّ عن الحديث عن المشكلات والعقبات التي تعترض طريق المجتمع التائه، أفكر بجديّة بأفضل الطرق لحلّ ما ابتلي به الصومالييون، ولاحظت أنّ هذا الشعب يتابع بشغف القنوات الإخبارية ويمتلكون مواقع كثيرة بالعربية والانجليزية والصومالية، وأنّ هذا الشغف العجيب لم يغيّر من عقلية الصوماليّ ولم يطوّره ليعرف ما يعانيه ويتعلّم من غيره كيفيّة حلّ المعضلات... وعندها خطر لي سؤال برئ للغاية: لماذا يتابع الصومالي أخبار العالم مادام لا يتعلم شيئاً؟
2
من خلال تأملاتي المستمرة لاحظت أنّ آخر ما يتحدث الصومالي عنه هو عدم معرفته بشيء، أعتقد أنّ لديهم حلاً لكل مشكلة بدليل أنّهم لولا التّدخل الأجنبي المستمر في مشاكلهم لما استغرق الأمر عشرين سنة. وهم ليسوا بحاجة لأي مساعدة في تسيير شئونهم الدّاخلية ما لم تكن ماديّة. سؤالي هو بكلّ براءة : لماذا يهرع الجميع لطلب المساعدات الأجنبية- عربية وغير عربية_ في كل شيء، ثم يشتكون منها؟
3
من المسلّمات عند الصومالي عدم استيراد الحلول الأجنبية مهما تكن، وإن كانت لصالحه، فكونها تحمل نكهة غير صومالية كافٍ لردّها، ولكن لا بأس بخلق مشاكل من قبل صومالي لأنّ عذاب الشقيق أهون من رأفة الغريب... وكذلك لا بأس بتصدير مشاكلهم للعالم، فهذا ذكاء ودليل على قدرته على التأثير، إذاً لماذا يريد معظم الصوماليين الهجرة إلى أوربا وأمريكا والدّول العربية مادام لا يرضون بالحلول المقدّمة من قبلهم؟
4
يحكى أنّ البرلمان الصومالي يعادل في العدد برلمان أندونسيا... حوالي 575 برلماني، اختيروا على أساس محاصصة قبليّة... إذ حصل في بلاد الصومال أن يفقد الجميع ثقتهم بالجميع، وقيل أن كلّ قبيلة تختار ممثليها. السادة البرلمانيون أذكياء ويعرفون من أين تؤكل الكتف، قرر معظمهم رشوة كبار القبيلة وشراء ذممهم بثمن بخس، ومن الطريف أن نجد بعض القبائل تعلن معارضتها للحكومة ولكن الويل كل الويل لو حاولت الحكومة إقصاء ممثليهم الذي يمثلهم أول النهار ويتبرأون منهم آخره! وحتى رئيس البرلمان... لا أحد يدري إن انتهت ولايته أم لا؟
وحدهم أعضاء البرلمان الصومالي لا يملكون مكاتب شخصيّة لأداء واجباتهم، ربما لا يدرون أنّهم ممثلوا من اختارهم، فلا هم يدرون من يمثلون ولم يعد الشعب يدري ما دور البرلماني ناهيك عن البرلمان؟ وعندنا فقط يُردّ أمر رئيس البرلمان، فها هو يدعوهم عبثاً للعودة إلى مقديشو والمشاركة في الجلسات البرلمانية ليكتمل النّصاب!
يقول بعضهم أن الوضع الأمني المخلخل يدفعنا للبقاء في المهجر، ويقول آخرون: يجب نقل العاصمة من مقديشو لينتفي عذر المعتذرين، فيأتي الفريق الأول ليقول أنّ هذه خيانة عظمى، أو كأنّ مقديشو كانت آمنة يوم أخذوا على عاتقهم مسئولية تمثيل الشعب!!!
ومن طرائفنا أن يطيب المقام لفئة منهم في فنادق خمس نجوم خارج البلاد، ويطالبوا الحكومة بدفع الرّسوم دون استحقاق ولا حياء... السؤال هو: هل تعرفون واجبكم يا أعضاء مجلس الشعب؟ هل تدركون دوركم في تعميق الأزمة؟ هل تشعرون بالمسئولية تجاه من تمثلونهم؟ كيف يمكن أن تؤدّوا مهماتّكم من خارج الحدود؟ لماذا رشحتم أنفسكم لعضوية البرلمان ما دمتم ستتحججون بعدم استقرار العاصمة؟ أليس ثمة ضمير يعاتبكم على ما تقترفونه؟
وسؤال برئ للغاية يطرح نفسه: كيف يتوقع 575 عضو أن يقبضوا رواتبهم من حكومة مؤقتة لا تستطيع الوقوف على قدميها، إضافة إلى عدم قيامهم بأي دور في تحسين الوضع هناك؟
هذه بعض الأسئلة البرئية جداً والتي يحدث أن تخطر على بالي أحياناً... فهل من مجيب؟؟!