البطاقة الشخصيّة

صورتي
Galka'yo, Puntland, Somalia
من أرض فيها الدم رخيص الحقد فيها متأصل والدمع شاهد أعمى ولكني أعشقها ...
Powered By Blogger

بحث هذه المدونة الإلكترونية

قائمة المدونات الإلكترونية

5 نوفمبر 2010

يوميات حمر (مقديشو) 5

بدأت الدراسة في جامعة مقديشو واكتشفت أمراً مريعاً... لم أكن أعرفه من قبل


كان ذلك عندما دخل الأستاذ عثمان جيللي _ الله يذكره بالخير_ القاعة وبدأ 


يتكلّم باللغة الصومالية ... والزملاء صامتون... وأنا أقول لنفسي ماذا يجري 


بالضبط؟ لم أفهم حرفاً مما قاله الأستاذ وفجأة ثار الرّجل وقال: ما بها هذه 


الفتاة؟!


عندها أدركت أنّ الكلام كان موجهاً لي لأني كنت الفتاة الوحيدة في سنة أولى  


أدب انجليزي...!!! 


قمت وقلت له بالعربي: عفواً أستاذ لم أفهم ما قلته!


فقال للزملاء: ماذا تقول هذه البنت؟ 


شرحوا له أنني طالبة جديدة وقادمة من دولة عربية ولا أنكر أنني كنت أهابه 


في البدء قبل أن أعتاد عليه لاحقاً... 


رافقتني مامي في أول أيامي وأذكر أنّها تأملت وجوه زملائي في اليوم الأول 


ثم جاء إخوتي لاصطحابي إلى البيت لأنني أعاني من ضعف الذاكرة المكانية هههه 


أو لأنّ جميع الأماكن متشابهة ... أو هكذا بدا لي ... 


المهم في اليوم التّالي رافقتني ماما والقلق يسيطر عليها... كيف سأقضي أربع سنوات 


وأنا بنت وحيدة بين رجال؟ 


ذهبنا في البداية إلى شئون الطلاب وطرحت الأمر على الأستاذ عبد الله غاب الذي أخبرها بأنه 


زامل ابن عمي عبدالرزاق وطمأنها قائلاً: اطمئني يا خالة كلّ شيء بيد البنت


فإما أن تضع حداً بينها وبينهم أو تختار طريقاً آخر... 


أمي الغالية لم يفارقها القلق ولكنها لم تعد تهلع من وجودي بينهم ربما لأن من يدرس الجامعة 


لن يكون مجرماً بالضبط وإن لم يكن هذا رأيي في البداية !! 


أذكر أن نقاشاً فتح حول الصوماليين فقلت لزميلي 70% من الصوماليين مجرمون 


30% شهود على جريمة أو جرائم ولا يشعر بتأنيب ضمير ... تحمّل رأيي المتطرف 


وقال سأثبت لك العكس... هذا الرّجل أحترمه إلى هذه اللحظة فقد أثبت لي وأنا الخائفة 


حتى من ظلّي أنه ليس من الضروري أن تنشأ وتترعرع في بلاد تسودها الجرائم 


لتكون مجرماً ... تحية لزميلي مهد عبدالله.... مهد كي.... !!! 


إلى الملتقى في الجزء السادس إن شاء الله !