بروتينية وملل أستيقظ كلّ صباح، عند السادسة وأربعين دقيقة ... بتلقائية أنظر إلى
شاشة هاتفي الجّوال... وكأنّي سأرى شيئاً جديداً... لكن لا جديد... وأغادر السرير
أعدّ الإفطار... أحنّ لكوب شاي بالقرفة والهيل ... أرغب في تجاهل أوامر الطبيبة
التي قالت أنّ لدي فقر دم وهذا غير مناسب في حال الحمل...!!
هذا الصباح الذي قضيته معظمه في النّوم للهرب من نداء الشاي المغري
من لونه الأحمر ... من الدخان الشفاف المتصاعد ... من رائحته ...
أهرب من رغبتي الشديدة في تحضير كوب شاي كبير... وأكبت صوتاً
في داخلي يقول: تتناولين حبوب الحديد وهي كافية ... وبلا وعي أتحسس
بطني وأقول: لا بأس ... إن شاء ستصل بالسلامة قريباً وبعدها
أشرب الشاي كما أشاء ... أيام قليلة فقط وأستعيد حريتي التي حرمني
إياها هذا الكائن المحبوب ووالذي أعشقه ويكبر في أحشائي ...
الكائن الحبيب الذي أوقف كلّ جنوني واستعمر قلبي وعقلي
يا رب ... هوّن عليّ وعلى كلّ الأمهات وإلى أن يأتي أميري
الصغير أو تأتي حلوتي الغالية ... لا بأس بالحرمان من الشاي
.........
سمية