البطاقة الشخصيّة

صورتي
Galka'yo, Puntland, Somalia
من أرض فيها الدم رخيص الحقد فيها متأصل والدمع شاهد أعمى ولكني أعشقها ...
Powered By Blogger

بحث هذه المدونة الإلكترونية

قائمة المدونات الإلكترونية

22 نوفمبر 2010

الشعب الصومالي...بين الضحيّة والجلاد



هل للشعب دور في إحداث التغيير؟ هل يتحمّل نوعاً من المسئولية في أزمة البلاد؟ أم هو ضحيّة بلا حول ولا قوة، ولا دور له في البناء والهدم؟ ماذا يمكن للحكومات أن تقدّمه بدون الدّعم الشّعبي؟ ماذا تستطيع الحركات المتمرّدة في البلاد ما لم تجد قاعدة شعبيّة تحميها؟ هل تقدر الشعوب بإرداتها الحرّة أن تقرر مصيرها؟ هل بالغ الشّابي حين قال:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة               فلا بدّ أن يستجيـب القدر
ولا بدّ لليل أن ينجـلي                 ولا بدّ  للقيـد أن ينكـسر؟
دارت هذه الأسئلة وغيرها في خاطري ووجدتني لا أستستيغ فكرة جعل الشعب مجرد ضحيّة غبيّة تحاك المؤامرات ضدّه، وعاجز عن تحسين الوضع في بلاده. إنّ للشعوب طاقات هائلة وقدرات لا يستهان بها، ولكن أين الإرادة؟
في ظلّ الأنانية التي أصبحت سمة ملازمة لحياتنا العصريّة، وتقوقع كلّ واحد وتنائيه عن المجتمع ماتت إرادة الشعوب. لم يعد همّ النّاس سوى البحث عن لقمة العيش، بغضّ النّظر عن كونها كريمة أو مغموسة بدم الغير أو الحرام.
الشعب هو المتأثر الأول في أيّ ظرف سيء يلمّ بالبلاد، وهو الحلقة الأضعف في كلّ الأزمات، وهذا بكل أسف من صنعه، فهو الذي استكان ورضي بحياة العبيد مقابل أشياء ماديّة وسمح للحكومات أو الأعداء أو الدّعايات أن تنال من أمنه وراحة باله، فكانت النتيجة أن أصبحت الشعوب (مُسْتَخَفّاً بها)!
لماذا يصبح البعض عملاء للصهاينة في لبنان أو فلسطين أو غيرها؟ هل سيرحمهم الصهاينة؟ من يضمن لهم سلامة أُسرهم وأراضيهم أو بقائهم في مناصبهم؟ هل تقدّم لهم العمالة شرفاً ورفعة؟ أم هم سكارى أمام الدّولار؟ وإلى متى؟
لماذا يهرب المراهقون من المدارس وأحضان أسرهم للانضمام إلى حركات لا همّ لها سوى التفجير والقتل واستباحة أعراض ودماء المسلمين مقابل مغريات لا تدوم؟ هل يعتقد أولئك أنّهم حين يكتفون ماديّاً يمكنهم التّراجع والانسحاب من تلك العصابات؟
هل تحسّنت ظروف البلاد بوجود شعب يبيع القضيّة والصّالح العام مع تحسّن حالتهم الاجتماعية؟
وبالرّغم من خطورة دور الشعب وقدرته على قلب الموازين عندما يريد، لا نتناسى وجود الفساد في الحكومات وسعي الدّول الكبرى على بسط هيمنتها، ولكنّ تلك التأثيرات لم تكن لتصبح مؤثّرة لولا غياب دور الشعوب وإيمانها بأنّهم ضعفاء غير قادرين على أيّ شيء.

لذا قبل أن يلقي الشعوب باللائمة على الحكومات أو أطراف خارجية، ربما يجدر بهم أن يحاسبوا أنفسهم، لأنّهم يتحمّلون بعض المسئولية. وقبل أن تطالب الحكومات بالتصليحات يجب أن تصلح الشعوب أنفسها لأنّ الحكومة أفراد من المجتمع والشعب، ولم ينزلوا من السّماء! وقبل أن تنقلب على الإدارات القائمة عليها الإعداد للفترة القادمة وتحضير البديل وإلا فليتوقعوا مصيراً كمصير الصومال وغرقيزيا وغيرها!